يا بني

خواطر: “يابني”: منهاج حياة المسلم من شروط الإبداع أن يعطي الكاتب لسجيته حريتها، فلا يرغمها على فعل ما لا تحسنه. ومن شروط الابداع إيضا أن يراعي الكاتب طبيعة الفن الذي يعالجه: فإن كان علما رام الدقة في التعبير واختار اللفظ الواضح القاصد إلى المعنى المراد، وإن كان أدبا غلب المجاز على الحقيقة، واستبدل المبالغة بالدقة.. أما إن كان موضوع كتابته وعظا ونصيحة فليختر الاختصار، وجوامع الكلم حتى لا يمل المخاطب: فالنصيحة صعبة على النفس، والشيطان قريب من المنصوح في حال النصيحة.. زارني ابني البار “شرف” هذا المساء فسلم لي هدية نفيسة من الأديب الاسلامي الأستاذ ربيع السملالي، وهي كتاب : “يابني”، فحبست نفسي عليه ساعة فوجدته لا يشبه تراث المعاصرين الذين كتبوا في هذا الفن، بل هو شبيه بتراث علمائنا الأقدمين، كرسالة أبي الوليد الباجي لابنه، حيث تجد فيها ما يفيد النشء في دنياه وآخرته، مع الاختصار، لأن السعادة والنجاح الحقيقيين لا يتم إلا بمراعاة قوانين الدارين معا. وقد وقع بيدي منذ أمد طويل رسالة من هذا النوع لأديب يوصف بأنه “كبير”، لكنها نصائح دنيوية تؤصل للعلمنة بين الشباب، فأصبح ابنه بعد ذلك من المنظرين للعلمانية المتطرفة. حفظ الله أبناءنا وأبناء أديبنا الشاب الكبير في عيني وعين محبيه ولو كره الحاسدون.