أنا والقرآن ؛ محاولة فهم

هذا ليس كتاب تفسير، وليس سرداً للقصص والأحداث، إنّما هو محاولة غوص متواضعة في بحر أفكار القرآن الكريم، ومحاولة تقريبها للمهتمّين، فلطالما قرآناً القرآن الكريم بعيون المفسّر، الذي ربما نقلها من مفسّر آخر سابق له، ومع النقل والنقل من النقل تتوارى الرّسالة الحقيقيّة وتغيب الصورة.
لذلك، إنّ التأمّل التجريدي لبنية الأفكار القرآنيّة مسار حريّ بالتفكير، للتعرّف إلى كيفيّة معالجة القرآن الكريم لخلل التصوّرات وإعادة بنائها.
إنّ هذا الكتاب هو خواطر قرآنيّة في رحلة ذاتيّة قصيرة مع سورتي الفاتحة والبقرة، جوهره البحث عن مُنظِّمات العقل والتصوّر في القرآن الكريم، وهي الأساس المكين لإصلاح عالم العلاقات الإنسانيّة، وعالم المشاريع البشريّة ولصناعة حضارة الرحمة بكل البشر.
فالقرآن الكريم ينتظمه معنى كبير، وهو إصلاح عالم الأفكار وزرع التقوى في نفس الإنسان، وهو ما سنحاول أن نعرّفه في هذا الكتاب الذي جاء في مقدّمة وتمهيد وباب لسورة الفاتحة وأفكارها الكبرى، وآخر لسورة البقرة وجولاتها.نبذة المؤلف:هذا الكتاب محاولة لإزاحة أفهام العصور من المشهد وترك النص يتحدث عن ذاته مع القارئ، فلطالما قرأنا القرآن الكريم بعيون مسافر آخر (المفسر)، والذي ربما لم يسافر الرحلة بل نقلها من مسافر سابق له، هكذا مع النقل والنقل من النقل تتوارى الرسالة الحقيقية وتغيب الصورة، ويبقى السؤال الكبير ماذا يحتاج من يريد أن يقوم برحلته الخاصة من خبرات من سبقه في السفر؟.
أقول قد يحتاج لمعنى أو لفته أو تذكير ولكن ما دام هو المسافر فعليه أن ينظر بعيونه هو، ويرصد ما يقع أمامه من خبر ويطرح أسئلته على النص وبذلك يعرف بقدر وسعه وطاقته مراد المرسل وروح الرسالة.
إن سؤال المسافر هنا وهو شخص الكاتب: ماذا يقول القرآن الكريم للقارئ عبر الزمان والمكان من بعد إنقضاء 1400 سنة على نزول الوحي؟ ما الذي يمكن أن يرد على عقله من أفكار عن النص؟ ما الذي يطرحه هو على النص من أسئلة؟.
تلك فكرة الكتاب وتلك روحه، أردت أن أشرك القارئ معي في هذه الرحلة، ولكن لن يغنيه ذلك من أن تكون له في مرحلة ما من حياته رحلته الخاصة مع القرآن الكريم.