أسطورة إيلينا فيرانتي ؛ روباعية نابولي المدينة الرواية

مع تباطؤ حركة القطار، لاحت في الأفق معالم مدينة « نابولي » وكأنها صورة مصغَّرة لحي « مانهاتن »؛ أبراج خرسانية من الصُّلب والزجاج الأسود. ومن الجهة الأخرى، ظهرت الرافعات الضخمة تحاول بلوغ عنان السماء الزرقاء. ما إن وصلتُ إلى المحطة حتى رأيت صبيًّا يعزف على البيانو بمهارة ليجمع قوت يومه، موليًا وجهه للسكة الحديدية وأمامه جمهور من المارة يشكِّلون حوله نصف دائرة ويشاركون الركَّاب غناء ألحان « المالافيمينا ». أعتقد أن « نابولي » هي المدينة الوحيدة حيث يستيقظ سكانها على أنغام هؤلاء العازفين الذين يبدؤون عزفهم منذ الصباح الباكر، فيسمعونها وهم في طريقهم إلى المدرسة أو إلى العمل قبل أن ينخرطوا في الصخب المعتاد للحياة اليومية.